نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 105
ونحب قبل أن
نتحدث عن هذه الأنواع الثلاثة من التوحيد كما نص عليها التراث السلفي أن نلخص
ردودا ذكرها الشيخ السقاف في رسالته [التنديد بمن عدد التوحيد] على هذا التقسيم،
فقد ذكر لذلك وجوها، هذا ملخصها [1]:
الوجه الأول:
لا يعرف في الشرع اطلاق اسم موحد على من كفر ولو بجزء من العقيدة الإسلامية، وذلك
بنص الكتاب والسنة، بل لا يجوز أن نقول الشرع ما لم يقل ولم يرد، فلا يحل لنا أن
نطلق على من كان يقر بوجود الله ويدرك أنه هو الإله المستحق للعبادة دون أن يذعن
ويدخل في هذا الدين بأنه موحد، بل نطلق عليه أنه كافر، بدليل قول الله تعالى: ﴿
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ
أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ
اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا
يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 3]، فقد وصفهم الله تعالى
بالكذب وبالكفر، بل وصفهم بصيغة مبالغة وهى (كفار).. فكيف يقال إنهم موحدون توحيد
ربوبية والله تعالى وصفهم بالكفر صراحة؟!
الوجه الثاني:
هؤلاء الكفار الذين كانوا يقولون فيما وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّه﴾
[الزمر: 38]، والذين كانوا يقولون: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا
لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: 3]، ما
كانوا يقرون بتوحيد ربوبية لو سلمنا جدلا بقسم توحيد الربوبية، وما كانوا يقرون
بوجود الله تعالى، وإنما قالوا ذلك عند محاججة النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ومجادلته إياهم وإفحامه لهم بالأدلة التي
تثبت وجود الله تعالى وتبطل إلهية ما يعبدون من دون الله سبحانه .
فلما كان (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يثبت
لهم وجود الله ووحدانيته وأن لا إله إلا هو سبحانه ويلزمهم
[1] انظر: التنديد بمن عدد التوحيد - حسن بن علي
السقاف ص 9، فما بعدها.
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 105