نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 106
بترك عبادة
هذه الاصنام التي كانوا يعبدونها ويسجدون لها من دون الله، كانوا يتحرجون ولا
يعرفون بماذا سيجيبون فكانوا يقولون عند سؤال النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لهم: من خلق السموات والارض؟ (الله).. وهذا
كذب صريح منهم لأنهم ما كانوا يعتقدون بوجود الله الذي خلق السموات والارض البتة
بدليل أن الله أمرهم في القرآن الكريم أن يتفكروا في خلق السموات والارض ليعرفوا
أن لها إلها خلقها وأوجدها فيؤمنوا به، كما قال تعالى: ﴿ أَفَلَا
يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ
رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ
سُطِحَتْ ﴾ [الغاشية: 17 - 20]، فكانوا يردون قائلين: ﴿ أَجَعَلَ
الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص: 5]، ولو كانوا
مقرين بأن الله سبحانه هو خالق السموات والأرض وما فيهن، لما ذكر الله لهم تلك الآيات
الآمرة بالتفكر في الابل كيف خلقت، وفي الجبال كيف نصبت، وفي الأرض كيف سطحت، وفي
السماء كيف رفعت، فقولهم عند سؤال النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لهم وقت إلزامهم الحجة في المناظرة: (من
خلق السموات والارض؟!) فيقولون: الله، ما هو إلا كذب وكفر بنص القرآن الكريم، حيث
قال الله تعالى في آخر الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ
كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر: 3] وكما قال تعالى: ﴿يُرْضُونَكُمْ
بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾
[التوبة: 8] فلا يجوز أن يستنبط بعد هذا البيان أنهم كانوا موحدين توحيدا يسمى
توحيد ربوبية، بل هذا استنباط معارض لنص القرآن الذي حكم عليهم بالكفر بل
بالمبالغة بالكفر.
الوجه الثالث:
أن أولئك الكفار اشتهر عنهم أنهم كانوا يعبدون تلك الاصنام ويحجون لها ويتقربون
إليها: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ﴾
[يس: 74]، بل واشتهر عنهم أنهم كانوا يقولون: ما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما
يهلكنا إلا الدهر، كما قال تعالى مخبرا لنا عنهم: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ
إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 106