نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 107
يُهْلِكُنَا
إِلَّا الدَّهْرُ﴾ [الجاثية: 24]، بل قال أحدهم للنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ﴿مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ﴾
[يس: 78]، فرد الله عليه: ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ [يس: 79]، فهل يجوز لنا بعد هذا أن
نصف من لا يقر بأن الله خالق ومحيي بأنه موحد توحيد ربوبية.
بل بلغ من
كفرهم ما أخبر الله تعالى عنهم في كتابه العزيز إذ قال: ﴿وَإِذَا قِيلَ
لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا
تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾ [الفرقان: 60]، فهل هؤلاء يقولون بوجود
الرحمن الرحيم؟! ولو كانوا يقرون أن الله هو الخالق لما قال الله لهم: ﴿مَا
اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ
كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ
عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: 91]، وعبر بالاله أيضا ولم يعبر بالرب إشارة
الى أنهم لا يوحدون لا الرب ولا الإله، ولأن الرب هو الاله، والاله هو الرب.
الوجه الرابع:
أن ابن تيمية الذي اخترع تقسيم التوحيد الى ألوهية وربوبية يقول إن المشركين كانوا
يقرون بتوحيد الربوبية دون توحيد الألوهية وأن المسلمين الذين يخالفونه في آرائه
كذلك وحدوا ربوبية ولم يوحدوا ألوهية، فهو يكفرهم بذلك، وهذا مراده من هذا التقسيم،
كما قال في (منهاج السنة) بعد أن دمج وخلط بعض أئمة الاسلام كالسهروردي وأبي حامد
الرازي والآمدي وغيرهم بمن يخالفهم في آرئهم من الفلاسفة كأرسطو والفارابي وابن
سينا ما نصه: (دخلوا في بعض الباطل المبدع، وأخرجوا من التوحيد ما هو منه كتوحيد
الالهية وإثبات حقائق أسماء الله ولم يعرفوا من التوحيد إلا توحيد الربوبية وهو الإقرار
بأن الله خالق كل شئ وهذا التوحيد كان يقر به
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 107