نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 108
المشركون)[1]، وهذه مغالطة منه وتلبيس، وهل يعقل عاقل
أو يقول إنسان بأن فرعون الذي كان من جملة المشركين كان يوحد ربوبية ولا يوحد
ألوهية، وهو الذي يقول: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾
[القصص: 38]، ولو كان يقر بالربوبية لما قال: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾
[النازعات: 24]، بل قال بدلها: (أنا إلهكم الأعلى)
ولو تذكر ابن
تيمية قول الله تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي
آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ [الأعراف: 76]، وقول يوسف عليه السلام ﴿أَأَرْبَابٌ
مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [يوسف: 39]، وقول
ابراهيم عليه السلام: ﴿أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ﴾
[الصافات: 86]، وقول الكفار حينما دعاهم الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
إلى كلمة التوحيد: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا
لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص: 5] لاستحيا أن يتفوه بذلك.
انطلاقا من
هذا سنحاول هنا أن نشرح هذه الأقسام الثلاثة، والانحرافات الخطيرة التي حواها
التراث السلفي حولها.
توحيد الألوهية:
يعتبر توحيد الألوهية
بالمفهوم السلفي الذي نظر له ابن تيمية، وركز عليه خصوصا الشيخ محمد بن عبد الوهاب،
وتبنته بعد ذلك كل التنظيمات الإرهابية هو الأداة الكبرى التي
حكم بها هذا الاتجاه على أكثر المسلمين بالشرك ومقتضياته.
فمفهوم الشرك
المرتبط بهذا النوع من التوحيد ـ عند السلفية ـ يختلف عن مفهومه عند جميع المدارس
والفرق الإسلامية، ذلك أنه لا يعني فقط جعل الند مع الله
تعالى، وإنما يضيفون إليه الكثير من السلوكات
التي يمارسها المسلمون سلفهم وخلفهم بنية تعظيم من أمر الله بتعظيمه من الصالحين
والأولياء ونحو ذلك، فيعتبرون تلك السلوكات