responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 165

 

الثاني: التخلق بالأخلاق الإسلامية، ولذلك كان لبعض هذه الشعائر علاقة بالمجتمع، لأنها تؤدى أداء جماعيا، يملأ المجتمع بسكينة الإيمان، وروحانية التواصل مع الله.

وقد حاولت الأمة بمذاهبها المختلفة أن تسعى لتحقيق هذه المقاصد، بطرق مختلفة، وكان الانسجام بينها هو الأصل، حتى لا تضيع في متاهات الفروع عن حقيقة المقاصد الشرعية.

ولهذا لم تلق اهتماما كبيرا للخلافات الفرعية بينها، اهتماما بتحقيق المقاصد، حتى لا تصبح الفروع أداة لهدم الأصول.. ولهذا يروى عن الشافعي أنه صلى الصبح في مسجد أبي حنيفة، وكان الشافعي يرى القنوت في صلاة الصبح، ويرى الجهر بالبسملة، لكنه لم يقنت ولم يجهر ببسم الله تأدباً مع أبي حنيفة واحتراما لأصحابه[1]..

وقد ذكر القرطبي أن ذلك كان شأن أئمة المذاهب الفقهية، فقال: (كان أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وغيرهم يصلون خلف أئمة أهل المدينة من المالكية وإن كانوا لا يقرؤون البسملة لا سراً ولا جهراً.. وصلى أبو يوسف خلف الرشيد وقد احتجم وأفتاه مالك بأنه لا يتوضأ فصلَّى خلفه أبو يوسف ولم يُعد، رغم أنه يرى أن خروج الدم بحجامة أو غيرها ينقض الوضوء)[2]

وهكذا كانت الخلافات الفرعية لا تؤثر على علاقاتهم الاجتماعية، قال يونس الصدفي متحدثا عن الشافعي: (ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ولقيته فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في


[1] طبقات الحنفية (1/433)

[2] الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (23/375)

نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست