نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 240
والعجب ليس
في كون الخف أحمر، ولكن العجب في كون أحد الخفين أحمر، بينما الآخر بلون مختلف.
بل إن الأمر
لم يقتصر على الشروط المرتبطة باللباس، بل تعداه إلى
شؤون خاصة جدا كتسريحة الشعر،
فقد عقد ابن القيم فصلا حول
أحكام شعر أهل الذمة جاء فيه:
(والمقصود أن أهل الذمة
يؤخذون بتمييزهم عن المسلمين في شعورهم إما بجز مقادم رؤوسهم وإما بسدلها، ولو حلقوا رؤوسهم لم يعرض لهم)[1]
وهكذا نراهم
ـ كما حرموا أبناء المسلمين من التعلم بسبب الاختلاط وغيره ـ يحرمون أبناء غير
المسلمين في مجتمعهم من تعلم اللغة العربية، فمما
ذكره ابن القيم مؤيدا له من اجتهادات في هذا الباب قوله تعليقا على ما ورد في
المعاهدة العمرية: (ولا نتكلم بكلامهم): (هذا الشرط في أهل الكتاب الذي لغتهم غير لغة العرب
كنصارى الشام والجزيرة إذ ذاك وغيرهما من البلاد دون نصارى العرب الذين لم تكن
لغتهم غير العربية، فمنعهم عمر من التكلم بكلام العرب لئلا
يتشبهوا بهم في كلامهم كما منعوا من التشبه بهم في زيهم ولباسهم ومراكبهم وهيئات
شعورهم فألزمهم التكلم بلسانهم ليعرفوا حين التكلم أنهم كفار فيكون هذا من كمال
التميز مع ما في ذلك من تعظيم كلام العرب ولغتهم حيث لم يسلط عليها الأنجاس
والأخابث بذلونها ويتكلمون بها..
كيف وقد أنزل الله بها أشرف
كتبه ومدحه بلسان عربي.. فصان أمير المؤمنين هذا اللسان عن أهل
الجحيم وغار عليه أن يتكلموا به،
وهذا من كمال تعظيمه للإسلام
والقرآن والعرب الذين نزل القرآن بلغتهم وبعث الله ورسوله من أنفسهم مع ما في
تمكينهم من التكلم بها من المفاسد التي منها جدلهم فيها واستطالتهم على المسلمين)[2]