نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 241
ولسنا ندري
كيف يفهم هؤلاء الذين طولبنا بدعوتهم بالقرآن الكريم، وهم
لا يعرفون العربية، ثم نجد من يحرم الترجمة، مع أن القرآن الكريم في أكثر خطابه يخاطب الإنسان
مجردا من أي دين أو مذهب.
بل إن الأمر
تعداه إلى ما هو أخطر من ذلك،
حيث أن من الفقهاء من ذهب
إلى حرمة تعلمهم القرآن الكريم،
قال الباجي: (ولو أن أحدا من الكفار رغب أن يرسل إليه بمصحف
يتدبره لم يرسل إليه به، لأنه نجس جنب ولا يجوز له مس المصحف، ولا يجوز لأحد أن يسلمه إليه ذكره ابن الماجشون، وكذلك لا يجوز أن يعلم أحد من ذراريهم القرآن، لأن ذلك سبب لتمكنهم منه، ولا
بأس أن يقرأ عليهم احتجاجا عليهم به، ولا بأس أن يكتب
إليهم بالآية ونحوها على سبيل الوعظ)[1]
بل إن ابن
القيم وسلفه يضعون من الشروط المجحفة المميزة بين الأكثرية والأقلية ما يسميه بشرط
الضيافة، وهو شرط لم يدل عليه أي نص من النصوص
القطعية، وقد عبر ابن القيم عن أدلته والأحكام
المرتبطة به، فقال: (وهذا
الضيافة قدر زائد على الجزية،
ولا تلزمهم إلا بالشرط.. واحتج الفقهاء بالشروط العمرية وأوجبوا اتباعها. هذا هو الصحيح.. كما
أن شرطه عليهم في الجزية مستمر وإن لم يجدده عليهم إمام الوقت، وكذلك عقد الذمة لمن بلغ من أولادهم وإن لم يعقد لهم
الإمام الذمة) [2]
ومن التفاصيل
المرتبطة بهذا ما نقله عن الشافعي من أنه (وتقسم الضيافة على عدد أهل الذمة وعلى
حسب الجزية التي شرطها فيقسم ذلك بينهم على السواء. وإن
كان فيهم الموسر والمتوسط والمقل قسطت الضيافة على ذلك.. قال
الشافعي: ويذكر ما يعلف به الدواب من التبن والشعير
وغير ذلك.. قال: ويشترط
عليهم أن ينزلوا في فضول