نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 291
رجلا منعته
مهابة الناس أن يتكلم بحق إذا رآه وشهده) ثم قال: (وقد
أزف غروب الشمس أن مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منه كبقية يومكم هذا فيما مضى
منه يوفى بكم سبعون أمة قد توفي تسع وستون وأنتم آخرها)، فصارت
هذه المدة القدرة في عمر الدنيا سبعة آلاف سنة متفقا عليها فيما تضمنته الكتب
الإلهية ووردت به الأنباء النبوية مع ما سلك به الموافق من تسيير الكواكب السبعة، وإن كان المعول في المغيب على الأنباء الصادقة
الصادرة عن علام الغيوب الذي لم يشرك في غيبه إلا من أطلعه عليه من رسله فخلق
العالم في ستة أيام ابتداؤها يوم الأحد وانقضاؤها يوم الجمعة)[1]
وبناء على
هذا الدجل والخرافة والكذب المنسوب زورا وبهتانا لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
أخذ الماوري ينقل آراء السلف الصالح في بداية التاريخ، وذكر
لذلك ثلاثة أقوال[2]:
القول الأول: وهو قول طائفة من السلف كالشعبي، وهو أن الله تعالى بدأ (بخلق الأرض في يوم الأحد
والاثنين لقول الله تعالى: ﴿قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ
بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ
رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [فصلت: 9]، وخلق الجبال في يوم الثلاثاء، وخلق
الماء والشجر في يوم الأربعاء،
وخلق السماء في يوم الخميس، وخلق الشمس والقمر والنجوم والملائكة وآدم في يوم
الجمعة.. قال الشعبي: (ولذلك
سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق كل شيء) [3]
القول الثاني: وهو قول فريق آخر من السلف وهو (أنه بدأ بخلق السموات
قبل الأرض في يوم الأحد والاثنين لقول الله تعالى: ﴿فَقَضَاهُنَّ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا﴾
[فصلت: 12] في ثلاثة أوجه: أحدها: أسكن في كل سماء