نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 292
ملائكتها. والثاني: خلق في كل سماء
ما أودعه فيها من شمس وقمر ونجوم.
والثالث: أوحى إلى أهل كل سماء من الملائكة ما أمرهم به من
العبادة ثم خلق الأرض والجبال في يوم الثلاثاء والأربعاء وخلق ما سواهما من العالم
في يوم الخميس والجمعة) [1]
القول الثالث: وهو قول سلف آخرين، وهو
أنه خلق السماء دخانا قبل الأرض ثم فتقها سبع سموات بعد الأرض لقول الله تعالى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ
دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا
أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11]، فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: أي أعطيا الطاعة في السير المقدر لكما باختيار أو
إجبار قاله سعيد ابن جبير. والثاني: أخرجا
ما فيكما طوعا أو كرها. والثالث: كونا
كما أردت أن تكونا، وفي قولهما ذلك وجهان: أحدهما: أن ظهور الطاعة
منهما قام مقام قولهما. والثاني: أنه
خلق فيهما كلاما نطق بذلك. قال أبو النضر السكسي: فنطق من الأرض موضع الكعبة ونطق من السماء بحيالها
فوضع الله فيها حرمة) [2]
هذه بداية
الكون حسب الرؤية السلفية التي استمدوها من سلفهم الأول.. ولذلك
لا مكان هنا لكل تلك النظريات التي يتعب علماء الفلك أنفسهم في الدلالة عليها بسب
تفريطهم في علوم السلف، واحتقارهم لهم.. ولو
أنهم جلسوا بين أيديهم لأغلقوا كل مراصدهم ومختبراتهم.. فلا
حاجة بهم إليها.
أما آدم، فقد ذكر السلف الأول أنه آخر ما خلق الله تعالى في
يوم الجمعة، (خلقه من تراب الأرض، ونفخ في أنفه من نسمة الحياة، فهو
أنفس من كل ذي حياة)[3]
أما حواء فلم
تخلق أصالة، وإنما خلقت فقط لأجل أن تؤنس آدم، فلذلك هي ـ