نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 298
يتجاوز سبعة
آلاف سنة راح الماوردي يحسب المدة الباقية، مستعملا
كل مهاراته العقلية، فقال في فصل بعنوان [فصل في عمر الدنيا
إلى قيام الساعة]: (فإذا تقرر ما ذكرناه من مدة الدنيا أنها
مقدرة في الكتب الإلهية بسبعة آلاف سنة كان الماضي منها إلى ابتداء الهجرة محمولا
على ما قدمناه من اختلاف أهل التوراة فيكون على القول الأول المأخوذ عن الأحبار
الناقلين لها إلى اليونانية ستة آلاف ومائتين وست عشرة سنة والباقي من عمر الدنيا
على قولهم بعد الهجرة سبعمائة وأربعا وثمانين سنة وهو موافق لقول رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (الدنيا
سبعة آلاف سنة بعثت في آخرها ألفا)، ويكون الماضي
منها على القول الثاني المأخوذ عن التوراة العبرانية أربعة آلاف وثمانمائة وإحدى
وأربعين سنة والباقي من عمر الدنيا على هذا القول بعد الهجرة ألفين ومائة وتسعا
وخمسين سنة وقيل أنهم قالوا ذلك ليكون رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
في خامسها ألفا فيدفعوه بنقصان التاريخ عن صفته في التوراة أنه مبعوث في آخر
الزمان، ويكون الماضي على القول الثالث في توراة
السامرة خمسة آلاف ومائة وسبعا وثلاثين سنة والباقي من عمر الدنيا على هذا القول
بعد الهجرة ألفا وثمانمائة وثلاثا وثلاثين سنة ليكون الرسول في سادسها ألفا لما
قيل من سنيه) [1]
وبناء على
هذا قام بعضهم ببعض الحسابات البسيطة التي يمكن من خلالها التعرف على ما بقي من
الدنيا، أو من [عمر الأمة] كما يعبر، وقد استخرج ذلك من كتب الحديث التي يعتمد عليها
السلفية.
فقد رووا عن عبد
الله بن عمر قال: سمعت رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وهو قائم على المنبر يقول: (إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أعطي أهل التوراة التوراة، فعملوا
بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا،
فأعطوا