نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 305
تكون منزلته، وقد شرحنا سابقا أن هذه الخاصية من أهم خصائص العقل
السلفي، وبناء عليها كتب أكثر تراثه في المجالات
المختلفة.
وبما أن
التاريخ أحد هذه المجالات التي رأينا فيها عشرات بل مئات من كتب سلف السلفية
الأوائل، فقد كان من الطبيعي أن تمتلئ هذه الأسفار
الضخمة بالكثير من أنواع التفاصيل الغريبة التي يحتار العقل فيمن سجلها أو حفظها.
وسأذكر هنا
لبعض العقول التي تحب هذا النوع من العلم بعض التفاصيل التي استطاع العقل السلفي
أن يكتشفها مع أنها في العصور الغابرة البعيدة.. وذلك
كله بفضل تمسكه بالسلف الصالح من أصحاب القرون الثلاثة الأولى.. الذين هم أعلم القرون.
فمن تلك
التفاصيل التاريخية التفاصيل المرتبطة بقوله تعالى: ﴿وَقَالَ
لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ
سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ
تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ﴾ [البقرة: 248]، فقد ذكر مؤرخو السلفية من أمثال ابن جرير، والبغوي، وابن كثير، وغيرهم الكثير من الأخبار عن الصحابة والتابعين، وعن وهب بن منبه، وغيره
من أهل الكتاب في وصف التابوت،
وكيف جاء، وعلام يشتمل، وعن
السكينة وكيف صفتها[1].
فقد ذكروا في
شأن التابوت: أنه كان من خشب الشمشاد، نحوا من ثلاثة أذرع في ذراعين، كان عند آدم إلى أن مات، ثم
عند شيث، ثم توارثه أولاده، إلى
إبراهيم، ثم كان عند إسماعيل، ثم يعقوب، ثم كان في بني إسرائيل، إلى أن وصل إلى موسى عليه السلام فكان يضع فيه
التوراة ومتاعا من متاعه، فكان عنده إلى أن مات، ثم تداوله أنبياء بني إسرائيل إلى وقت شمويل، وكان عندهم حتى عصوا، فغلبوا
عليه؛ غلبهم عليه العمالقة.
[1] انظر على سبيل المثال: تفسير الطبري
(5/ 321)، تفسير البغوي (1/ 334)، تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن
(2/ 210) وغيرها.
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 305