responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 319

على الحقائق، لأنه لا يمكن أن يعرف الله ولا الوجود، ولا أي شيء، من لم يستعمل ما أتيح له من تلك الأدوات المقدسة.

لكن السلفية وحدهم ـ من بين الأمة جميعا ـ من وقف موقفا سلبيا من العقل، ومن البحث العقلي، وذلك لأنهم رأوا من خلال التجربة، ومن خلال احتكاكهم بطوائف الأمة المختلفة أنهم لو جادلوا بالعقل لهزموا وبهتوا.. ولذلك كان الأسلم لهم هو ترك العقل والاكتفاء بالنقل.. فإن صعب هضم النقل ـ بالمفهوم السلفي ـ على العقل، قيل له: أمروه كما جاء.. أو ابلعوه كما هو بلحمه وعظمه.

وبهذا الاعتبار يمكن تقسيم الأمة الإسلامية إلى طائفة كبيرتين: طائفة عقلانية تقبل تدخل العقل في فهم النص، وتستعمله في تحليل القضايا ونحوها، وطائفة أخرى لا ترى استعمال العقل، لا استعمالا مجردا، ولا استعمالا ممزوجا.

وكمثال يبرهن على هذه القسمة لطوائف الأمة بهذا الاعتبار أننا نجد في تراث الأمة جميعا بمدارسها المختلفة منطقا، وتحليلات منطقية، بل نجد المنطق نفسه مقررا في مدارسها، وقد وضعت له المصنفات المختلفة التي تيسر على الطلبة تعلمه واستعماله إلا عند المدرسة السلفية، فهي وحدها التي شذت، فنظرت إلى المنطق نظرة سلبية ساخرة، كما نظرت إلى غيره من العلوم والأدوات التي تحتاج إلى العقل.

بناء على هذا كان التراث السلفي في العلوم العقلية معدوما، أو في حكم المعدوم، وما كتبه بعضهم حول هذه العلوم العقلية لا يعدو أن يكون محاولة لنقضها، أو إثبات عدم الحاجة إليها.

ولم يكتف السلفية بهذا.. بل ذهبوا إلى اتخاذ مواقف سلبية من كل العلوم المرتبطة بالعقل، حتى لو كانت علوما آلية مجردة.

بناء على هذا سنحاول في هذا الفصل أن نذكر مواقف السلفية سلفهم وخلفهم

نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست