responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 333

والزندقة.. فالله الله في نفسك، وعليك بالأثر، وأصحاب الأثر، والتقليد؛ فإن الدين إنما هو بالتقليد، ومن قبلنا لم يدعونا في لبس، فقلدهم واسترح، ولا تجاوز الأثر، وأهل الأثر، وقف عند المتشابه، ولا تقس شيئا، ولا تطلب من عندك حيلة ترد بها على أهل البدع، فإنك أمرت بالسكوت عنهم، ولا تمكنهم من نفسك)[1]

ثم نقل بعض مواقف سلفه في الصمت عن المناظرة والكلام فقال: (أما علمت أن محمد بن سيرين في فضله لم يجب رجلا من أهل البدع في مسألة واحدة، ولا سمع منه آية من كتاب الله، فقيل له، فقال: أخاف أن يحرفها فيقع في قلبي شيء) [2]

وهذا يدل على ما ذكرناه سابقا من أن السلفية يدركون البنيان الهش الذي تقوم عليه عقائدهم التجسيمية، فلذلك يصمون آذانهم عن أي تساؤل أو إشكال يطرح عليهم، يقول البربهاري: (وإذا سألك أحد عن مسألة في هذا الكتاب، وهو مسترشد فكلمه، وأرشده، وإذا جاءك يناظرك، فاحذره، فإن في المناظرة المراء، والجدال، والمغالبة، والخصومة، والغضب، وقد نهيت عن هذا جدا، بخرجان جميعا من طريق الحق، ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا، وعلمائنا أنه ناظر أو جادل أو خاصم) [3]

وليؤكد هذا المعنى لم يرجع ـ كعادته ـ إلى القرآن الكريم الممتلئ بأصناف المناظرات، وإنما رجع لسلفه، فقال: (قال الحسن: الحكيم لا يماري ولا يداري، حكمته ينشرها، إن قبلت حمد الله، وإن ردت حمد الله.. وجاء رجل إلى الحسن فقال له: أناظرك في الدين؟ فقال: الحسن: أنا عرفت ديني، فإن ضل دينك فاذهب فاطلبه) [4]


[1] شرح السنة للبربهاري (ص: 124)

[2] شرح السنة للبربهاري (ص: 124)

[3] شرح السنة للبربهاري (ص: 124)

[4] شرح السنة للبربهاري (ص: 125)

نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 333
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست