نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 334
وهكذا نجد الحافظ
أبو الحسن اللاكائي (ت418هـ) يعتبر من البدع الحادثة الخطيرة ظهور المتكلمين، فقال في كتابه [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة]: (فمضت على هذه القرون ماضون، الأولون
والآخرون، حتى ضرب الدهر ضرباته، وأبدى من نفسه حدثاته، وظهر
قوم أجلاف زعموا أنهم لمن قبلهم أخلاف، وادعوا أنهم أكبر
منهم في المحصول، وفي حقائق المعقول، وأهدى إلى التحقيق، وأحسن
نظرا منهم في التدقيق، وأن المتقدمين تفادوا من النظر لعجزهم، ورغبوا عن مكالمتهم لقلة فهمهم، وأن نصرة مذهبهم في الجدال معهم، حتى أبدلوا من الطيب خبيثا، ومن
القديم حديثا، وعدلوا عما كان عليه رسول الله - (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) - وبعثه الله عليه، وأوجب
عليه دعوة الخلق إليه، وامتن على عباده إتمام نعمته عليهم
بالهداية إلى سبيله، فقال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا
نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ
وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ﴾ [البقرة: 231]
فوعظ الله - عز وجل - عباده بكتابه، وحثهم على اتباع
سنة رسوله، وقال في آية أخرى: ﴿ادْعُ
إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل: 125] لا بالجدال والخصومة، فرغبوا
عنهما وعولوا على غيرهما، وسلكوا بأنفسهم مسلك المضلين وخاضوا مع الخايضين، ودخلوا في ميدان المتحيرين، وابتدعوا
من الأدلة ما هو خلاف الكتاب والسنة؛ رغبة للغلبة وقهر
المخالفين للمقالة، ثم اتخذوها دينا واعتقادا بعد ما كانت
دلايل الخصومات والمعارضات، وضللوا من لا يعتقد ذلك من المسلمين، وتسموا بالسنة والجماعة، ومن
خالفهم وسموه بالجهل والغباوة،
فأجابهم إلى ذلك من لم يكن
له قدم في معرفة السنة، ولم يسع في طلبها؛ لما
يلحقه فيها من المشقة، وطلب لنفسه الدعة والراحة، واقتصر على اسمه دون رسمه لاستعجال الرياسة، ومحبة اشتهار الذكر عند العامة، والتلقب بإمامة أهل السنة، وجعل
دأبه الاستخفاف بنقلة الأخبار،
وتزهيد الناس أن يتدينوا
بالآثار؛ لجهله بطرقها، وصعوبة
المرام بمعرفة معانيها، وقصور فهمه عن مواقع الشريعة منها،
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 334