نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 335
ورسوم التدين
بها، حتى عفت رسوم الشرائع الشريفة، ومعاني الإسلام القديمة، وفتحت
دواوين الأمثال والشبه، وطويت دلايل الكتاب والسنة، وانقرض من كان يتدين بحججها؛ للأخذ
بالثقة، ويتمسك بهما للضنة، ويصون سمعه عن هذه البدع المحدثة، وصار كل من أراد صاحب مقالة وجد على ذلك الأصحاب
والأتباع، وتوهم أنه ذاق حلاوة السنة والجماعة بنفاق
بدعته، وكلا أنه كما ظنه أو خطر بباله، إذ أهل السنة لا يرغبون عن طرايقهم من الاتباع وإن
نشروا بالمناشير، ولا يستوحشون لمخالفة أحد بزخرف قول من
غرور، أو بضرب أمثال زور)[1]
ثم ذكر
النتائج الخطيرة التي أدت إليها مناظرة [المبتدعة]، فقال: (فما جني على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة، ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك
الجملة يموتون من الغيظ كمدا ودردا، ولا يجدون إلى
إظهار بدعتهم سبيلا، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا، وصاروا لهم إلى هلاك الإسلام دليلا، حتى كثرت بينهم المشاجرة، وظهرت
دعوتهم بالمناظرة، وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة
والعامة، حتى تقابلت الشبه في الحجج، وبلغوا من التدقيق في اللجج، فصاروا
أقرانا وأخدانا، وعلى المداهنة خلانا وإخوانا، بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا، وفي الهجرة في الله أعوانا، يكفرونهم
في وجوههم عيانا، ويلعنونهم جهارا، وشتان
ما بين المنزلتين، وهيهات ما بين المقامين)[2]
وهم يستدلون
لهذا التشدد بمواقف ينسبونها لأئمة الفقه وغيرهم لسنا ندري مدى صحتها، فمن الروايات التي يرددونها كل حين[3]: أن أبا حنيفة سئل عما أحدث الناس