نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 349
فمن النصوص
التي ساقها الشيخ ربيع عن الأفغاني، واعتبرها من
ضلالاته قوله: قرأت في القرآن أمراً تغلغل في فهمه روحي
وتنبهت إليه بكليتي وهو ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي
جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، فاندهشت الملائكة لهذا النبأ ولهذه المشيئة الربانية
إذ علمت أن ذلك الخليفة سيكون الإنسان، وأن ذلك الإنسان
- الخليفة- سيصدر منه موبقات وسيئات، أعظمها وأهمها
أنه ﴿ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾ [البقرة: 30]، فقالت بملء الحرية المتناسبة مع الملأ الأعلى وعالم
الأنوار والأرواح الذي لا يصح أن يكون هناك شيء من رياء ونفاق: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا
وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾ [البقرة: 30]، ووقفت الملائكة عند هذا الحد من الطعن في الإنسان ولم
تذكر باقي السيئات من أعماله إذ رأتها لغواً بالنسبة لهذين الوصمين الفساد وسفك
الدماء)[1]
ومع أن هذا
الكلام لا شيء فيه، وهو يبين حرمة الدماء، وخطر سفكها، وقيمة الإنسان، ومع ذلك لم يرق هذا للشيخ ربيع، واعتبره من ضلالته.
وهكذا علق
على قوله: (وبأبسط المعاني إن الله تعالى أفهم
الملائكة أنكم علمتم ما في خليفتي في الأرض وهو الإنسان من الاستعداد لعمل الفساد
وسفك الدماء، وجهلتم ما أعددته لصونه وصرفه عن الإتيان
بالنقيصتين المذكورتين ألا وهو العلم فقال: ﴿وَعَلَّمَ
آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ
أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 31]) بقوله: (وهذا تفسير
ديمقراطي، كأن الملائكة حزب معارض) [2]
وهكذا اعتبر
من مآخذه الكبيرة قوله في تدبر ما ورد في القرآن الكريم عن سليمان عليه السلام في
سورة النمل: (غضب سليمان -عليه السلام- على الهدهد إذ
تفقده ولم