نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 350
يجده فلما
حضر قال: ﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ﴾ (النمل: 22)، غير
ملفق ولا مشوب بالكذب كما تفعل أكثر الجواسيس مع الملوك والحكام ﴿إِنِّي
وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ
عَظِيمٌ﴾ (النمل: 23).. فلما جاء الكتاب إلى ملكة سبأ جمعت فوراً مجلس
الأمة ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ
قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ﴾ (النمل: 32)، وبعد أن تداول مجلس الأمة - الوزراء اليوم مثلاً-
واستخرجوا إحصاءً من سجلاتهم بما عندهم من المعدات الحربية أعلنوا للملكة وأنبؤوها
أنه في إمكانهم محاربة سليمان بما توفر لديهم من القوة إذا هي وافقت على إعلان
الحرب ﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ
إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ (النمل: 33).. فرد سليمان الهدية
وتحفز لإخراج الملكة وقومها أذلة بالحرب وأراد أن يريها ما لديه من القوى وما تسخر
له من الريح يمتطيها وتجري بأمره -طيارات مثلاً- وسرعة نقل الأخبار والأشياء
-التلغراف اللاسلكي مثلاً)[1]
فهذه القراءة
التي حاول فيها الشيخ جمال الدين الأفغاني أن ينزل المعاني القرآنية إلى الواقع، اعتبرها الشيخ ربيع من الشطحات والضلالات، لأنه رغب عن تفسير السلف المملوء بالأساطير إلى هذا
التفسير العقلاني.
ومن مآخذه
على الشيخ جمال الدين الأفغاني قوله في تفسير قوله تعالى: ﴿فَإِنْ
خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾ [النساء: 3] بأنه (قيد من خاف أن لا يعدل بالمرأة الواحدة وترك
لمن يخشى أن لا يعدل -حتى مع المرأة الواحدة- عدم الزواج وهذا ما يستنتجه العقل
مادام يحمله العاقل ويقول به الحق والعدل)[2]
وهذا طبعا لا
يعجب الشيخ ربيع، ولا جميع مشايخ السلفية، لأنهم يتصورون