نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 352
حكوماتكم
الحيف والجور، وتنزل بكم الخسف والذل، وأنتم صابرون بل راضون، وتنتزف
قوام حياتكم ومواد غذائكم المجموعة بما يتحلب من عروق جباهكم بالمقرعة والسوط.. تناوبتكم أيدي الرعاة ثم اليونان والرومان والفرس ثم
العرب والأكراد، والمماليك، ثم
الفرنسيين والمماليك والعلويين كلهم يشق جلودكم بمبضع نهمه ويهيض عظامكم بأداة
عسفه وأنتم كالصخرة الملقاة في الفلاة لا حس لكم ولا صوت، انظروا
أهرام مصر وهياكل منفيس وآثار ثيبة ومشاهد سيون وحصون دمياط شاهدة بمنعة أجدادكم. وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إنّ التشبه بالرشيد فلاح)[1]
ومع كون هذا
حقيقة لا يمكن تفنيدها، لكن بسبب تقديس السلفية للتاريخ الإسلامي
وللمستبدين خصوصا، اعتبروا أي نقد له، ولأولئك المستبدين الذين جلدوا ظهور الناس وملأوا
حياتهم بأنواع الغصص نقدا للإسلام نفسه.
فلذلك يعلق
عليه بقوله: (انظر كيف اعتبر الفتح الإسلامي دخول
مستعمرين مستبدين لا يفرق بينه وبين الاستعباد والاستبداد اليوناني والروماني إلخ. وانظر كيف يشيد بحضارة الفراعنة ويحض المصريين على
الاعتزاز بها، ورؤية الفلاح والرشد في التشبه بهم. إنّه لا يستغرب مثل هذا المكر والموقف من الإسلام من
رجل فيلسوف رافضي ماسوني، وإنما المستغرب أن يكون له أتباع في بلاد
الإسلام من مفكرين ومفسرين يعظمونه ويسيرون على منواله إن لم يكن في كل شيء ففي
أصول ومناهج أثخنت في الإسلام والمسلمين) [2]
ومن مآخذه
التي أخذها عليه ـ كما يعبر ـ اعتباره (سبب الهداية هو القرآن وحده وهو وحده
العمدة)، وذلك عند قوله: (القرآن
وحده سبب الهداية، أما ما تراكم عليه