responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359

بالنظر والتفكر في كونه، قال تعالى آمرا بالنظر: ﴿ قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ [يونس: 101]، وقال آمرا بالسير: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ﴾ [العنكبوت: 20]

وبناء على هذه التوجيهات الإلهية المقدسة نشأ اهتمام المسلمين بالعلوم المختلفة، والذي تشكل منه بنيان الحضارة الإسلامية الحقيقي، وهو البناء المعتمد على البحث والنظر والفكر والتأمل واستعمال كل الأدوات لاكتشاف الحقائق الكونية في مجالاتها المختلفة.

وقد أشار الغزالي إلى سر ذلك، وارتباطه بالقرآن الكريم، فذكر في كتابه (جواهر القرآن) قبل أن تفتح خزائن العلوم التي فتحت في عصرنا أن العلوم كلها متشعبة من القرآن، فقال: (ثم هذه العلوم ما عددناها وما لم نعدها ليست أوائلها خارجة عن القرآن، فإن جميعها مغترفة من بحر واحد من بحار معرفة الله تعالى، وهو بحر الأفعال، وقد ذكرنا أنه بحر لا ساحل له، وأن البحر لو كان مدادا لكلماته لنفد البحر قبل أن تنفد) [1]

ثم ضرب أمثلة على ذلك، ومنها (الشفاء والمرض، كما قال الله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين ﴾ [سورة الشعراء: 80]، وهذا الفعل الواحد لا يعرفه إلا من عرف الطب بكماله، إذ لا معنى للطب إلا معرفة المرض بكماله وعلاماته، ومعرفة الشفاء وأسبابه) [2]

ومنها (أفعاله تبارك وتعالى في تقدير معرفة الشمس والقمر ومنازلهما بحسبان، وقد قال الله تعالى: ﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَان ﴾ [سورة الرحمن: 5] وغيرها من الآيات.. ولا يعرف حقيقة سير الشمس والقمر بحسبان، وخسوفهما وولوج الليل في


[1] جواهر القرآن (ص: 45)

[2] جواهر القرآن (ص: 45)

نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست