نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 364
الصفا) وهو
داء عضال، وجرب مرد، وسم
قتال، ولولا أن أبا حامد من كبار الأذكياء، وخيار المخلصين، لتلف. فالحذار الحذار من هذه الكتب، واهربوا
بدينكم من شبه الأوائل، وإلا وقعتم في الحيرة، فمن رام النجاة والفوز، فيلزم
العبودية، وليدمن الاستغاثة بالله، وليبتهل إلى مولاه في الثبات على الإسلام وأن يتوفى
على إيمان الصحابة، وسادة التابعين)[1]
والذهبي وابن
تيمية وغيرهما من السلفية ينتقدون الغزالي بسبب موقفه الطيب من الجوانب العلمية
والرياضية التي تشكل جزءا من الفلسفة القديمة، فقد
كانوا يريدون من الغزالي أن يذكر تهافت الفلسفة جميعا، لا
تهافت بعض طروحات الفلاسفة المتعلقة بالعقائد الإلهية.
وقد ذكر
الغزالي هذا الصنف من السلفية وتشددهم مع العلوم الكونية التي لا يصح اعتبارها
حكرا على أي من الأمم، فقال ـ عند بيانه للآفات الناشئة من
الفلسفة ـ: (الآفة الثانية: نشأت
من صديق للإسلام جاهل، ظن أن الدين ينبغي أن ينصر بإنكار كل علم
منسوب إليهم. فأنكر جميع علومهم وادعى جهلهم فيها حتى
أنكر قولهم في الكسوف والخسوف،
وزعم أن ما قالوه على خلاف الشرع
فلما قرع ذلك سمع من عرف ذلك بالبرهان القاطع، لم
يشك في برهانه ولكن اعتقد أن الإسلام مبني على الجهل وإنكار البرهان القاطع، فازداد للفلسفة حباً وللإسلام بغضاً، ولقد عظم على الدين جناية من ظن أن الإسلام ينصر
بإنكار هذه العلوم، وليس في الشرع تعرض لهذه العلوم بالنفي
والإثبات، ولا في هذه العلوم تعرض للأمور الدينية. وقوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):
إن الشمس والقمر آيتان من
آياتِ الله تعالى لا ينخسفان ِ لموتِ أحدٍ ولا لحياته، فإذا
رأيتم فافزعوا إلى ذكر الله