ثم أخذ يذكر
بعض الأحاديث يقوي ما ضعف منها على طريقة المحدثين، ويلفق
بينها جميعا، ليستخرج منها حجم الأرض مقارنة بالكون، ثم يعلق عليها جميعا بقوله: (وفيما
ذكرنا دليل على عظم الأرض لأن الشمس والقمر والنجوم تنتثر يوم القيامة في البحر
فيسعها كلها. ولو كانت الأرض كالذرة أو كالفقاعة في
المحيط أو كالهباءة التي لا ترى إلا بالمجهر بالنسبة إلى أجرام الكواكب لما وسعت
الأرض كوكبا واحدا ولا بعض كوكب،
وهذا ظاهر البطلان لمخالفته
لما دلت عليه الآيات والأحاديث التي ذكرنا)[2]
ثم بين سر
ضلالة الصواف وغيره من المتعلقين بالعلوم الحديثة، فقال: (ومن أعرض عن أدلة الكتاب والسنة وتمسك بما سواهما من
أقوال الناس وآرائهم فقد ابتغى حكما غير الله ورسوله ولم يؤمن بأن كلمة الله تعالى
قد تمت صدقا وعدلا) [3]
ثم ذكر أمثلة
على ذلك، منها: (الإعراض
عما أخبر الله به من جريان الشمس وسبحها في الفلك ودؤبها في الجريان وأنه يأتي بها
من المشرق. وما أخبر به من طلوعها ودلوكها وغروبها. وما أخبر به رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من جريانها وطلوعها وزوالها
وغروبها وغير ذلك مما جاء في الأحاديث الصحيحة. والعدول
عن ذلك إلى ما تخرصه فلاسفة الإفرنج من ثبات الشمس وما تخيله الصواف بعقله من
كونها تدور على نفسها كما تدور المروحة السقفية الكهربائية على محورها. فهذا التخرص والتخيل ناشئ عن ابتغاء حكم غير الله
تعالى وعن عدم الإيمان بأن كلمة الله قد تمت صدقا وعدلا. ولو
كان يرى وجوب التحاكم إلى الله تعالى ويؤمن بأن كلمة الله تعالى قد تمت صدقا وعدلا
لما زعم