نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 391
أن أقل ما
يقال في النصوص الدالة على جريان الشمس وسبحها في الفلك أنها ظنية وليست قطعية
الدلالة وأن التوقف فيها أو تفويض الأمر فيها أسلم وأحكم وأن في تأوليها عن ظاهرها
مندوحة. وما علم المسكين ما يلزم على هذا القول
الباطل من تكذيب الله تعالى وتكذيب كتابه ورسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)) [1]
وبناء على
هذا رد على اعتبار الصواف علم الفلك (من أول العلوم التي لفتت أنظار العلماء المسلمين
وجلبت اهتمامهم وعنايتهم بها)[2]
وقد أجاب
التويجري على هذا بقوله: (والجواب عن هذا من وجوه أحدها أن يقال لم
يكن علم الفلك من أول العلوم التي لفتت أنظار علماء المسلمين وجلبت اهتمامهم
وعنايتهم كما زعمه الصواف. بل ولم يكن من آخرها. وإنما العلوم التي لفتت أنظار علماء المسلمين وجلبت
اهتمامهم وعنايتهم هي العلوم الشرعية التي قد اشتمل عليها الكتاب والسنة. وأعظمها وأهمها علم التوحيد فهو الذي كان المسلمون
يهتمون به ويعتنون بتعلمه وتعليمه قبل العلوم كلها، وقد
مكث النبي k في أول البعثة عشر سنين يدعو إلى التوحيد ويعتني
بتعليمه وتبليغه. ثم بعد ذلك كان يعلم أمته أنواع العلوم
الشرعية شيئا فشيئا حتى أكمل الله له الدين. وبلغ
البلاغ المبين. وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها
كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ومع شدة حرصه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
على تعليم أمته كل شيء فلم يُذكر عنه أنه كان يعلمهم البروج الإثني عشر ومنازل
الشمس والقمر ودرجات الفلك وعرض البلدان وطولها والسمت والنظير وفصول السنة وأوقات
الكسوف والخسوف وغير ذلك مما يعتني به الفلكيون فضلا عما يهذو به فلاسفة الإفرنج
ومقلدوهم من ضعفاء البصيرة من المسلمين فيما يتعلق بالأرض والشمس والقمر