نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 45
لكن سلف
السلفية راحوا إلى تلك الآيات الكريمة أيضا يستخدمون في حقها سلاحا آخر أكثر تطورا،
هو سلاح النسخ، فقد قال
الشيخ مرعي بن يوسف المقدسي الحنبلى (المتوفى: 1033هـ)، وهو من مشايخ السلفية
الكبار في قوله تعالى: ﴿ فَاعْفُواْ
وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِير ﴾ [البقرة:109]: (أصل العفو الترك والمحو والصفح الإعراض والتجاوز
نسخ بقوله تعالى: ﴿ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ
بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ ﴾
[التوبة:29]، وأمر الله القتل والسبي لبني قريظة، والجلاء والنفي لبني النضير، قال
المحققون: إن مثل هذا لا يسمى منسوخا، لأن الله جعل العفو والصفح مؤقتا بغاية، وهو
إتيان أمره بالقتال، ولو كان غير مؤقت بغاية لجاز أن يكون منسوخا)[1]
ومثل ذلك قالوا
في قوله تعالى:﴿ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا
وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ
مُخْلِصُون ﴾ [البقرة:139]، فقد اعتبروها أيضا منسوخة، نسختها آية السيف[2].. فما حاجة المسلمين إلى محاجة خصومهم
ومجادلتهم وحوارهم بعد أن أن أمدهم الله بقوة السيف؟ فكفى بالسيف شافيا، وكفى
بالسيف محاورا.
ومثل ذلك
قولهم في قوله تعالى:﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ
الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ [البقرة:256]، فهي مثل سابقاتها.. نسختها آية
السيف[3]..
ومثل ذلك
قولهم في قوله تعالى:﴿ أولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي
قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ
قَوْلاً بَلِيغًا ﴾ [النساء:63]، فقد ذكروا أن هذا (كان في
[1] قلائد
المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن (ص: 54)