نام کتاب : التراث السلفي تحت المجهر نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 77
ويجتهد في
قبول ما جاء به على حسب ما يؤدي النظر إليه والدليل، على أنه لايقبل فيمن اتخذه
جمهور من جماهير المسلمين إماماً في الدين قول أحد من الطاغين، أن السلف رضوان
الله عليهم قد سبق من بعضهم في بعض كلام كثير في حال الغضب ومنه ما حمل عليه الحسد
كما قال ابن عباس ومالك بن دينار وأبو حازم، ومنه على جهة التأويل مما لا يلزم
القول فيه ما قاله القائل فيه، وقد حمل بعضهم على بعض السيف تأويلاً واجتهاداً لا
يلزم تقليدهم في شيء من دون برهان ولا حجة توجبه[1].
وقال عبد
الله بن وهب (ت197هـ): (لا يجوز شهادة القارئ على القارئ – يعني العلماء – لأنهم أشد الناس تحاسداً وتباغضاً، وقاله
سفيان الثوري ومالك بن دينار)[2].
وقال أحمد بن
صالح المصري (ت284هـ): قلت لابن وهب: ما كان مالك يقول في ابن سمعان – يعني عبد الله بن زياد بن سمعان – قال: (لا يقبل قول بعضهم في بعض[3].قلت: وإن كان ابن سمعان من معاصري الإمام
مالك إلا أن كلام الإمام مالك فيه كان بحجة، بدليل أن العلماء مجمعون على ترك
حديثه وكذّبه غير واحد منهم[4].
ولهذا نرى الذهبي
(ت748هـ) المشهور بعلم الرجال، وبتشدده في الأحكام عليهم يستعمل هذا السلاح الخطير
في تراجمه، فمن كان على مذهبه في التجسيم ونحوه دافع عنه، ومن كان مخالفا لمنهجه
نقل فيه أحكام خصومه وأقرها، ومن ذلك موقفه من أبي نعيم (ت430هـ) الذي روى الكثير
من الأحاديث التجسيمية في كتبه، فقد قال مدافعا