جازت
المخادعة في الحرب مع ما فيها من الإيهام وإظهار خلاف الحقيقة لأن كون كل من
المسلم والكافر قد نصب الحرب لصاحبه يدل دلالة صريحة على أنه يتربص به ويسعى للفتك
به؛ بل يندب إليها كما يدل على ذلك صريح الحديث، واتفاق العلماء؛ ومفهوم الحرب في
هذه الأحاديث أعم من أن يقصر على نصب القتال والتقاء الصفين وتقابل الزحفين.. ومن
الحرب حرب الأفكار، وهي أشد من حرب القتال، فيجب استخدام الخدعة ويباح الكذب فيها
لإظهار أهل البدع والشركيات وأهل الفرق الباطلة من روافض وزنادق وأهل علمنة وحداثة
وقرامطة وغيرهم بمظهرهم المخزي لكي لايغتر بهم عوام المسلمين؛ وإظهار أهل السنة
وأصحاب العقيدة السليمة بمظهرهم اللائق بهم.. ولهذا فإنه يجوز لك الكذب والشهادة
وتغليظ اليمين لنصرة الدين الإسلامي ونهجه القويم ونصرة أخيك المسلم الصالح ممن
يريدون به كيداً؛ وإذلال أهل البدع والضلالات والفرق الفاسدة)[1]
وما ذكره
الشيخ الخضير هو ما يمارسه السلفية مع خصومهم من الأمة جميعا، فهم يكذبون عليهم،
ويقولونهم ما لم يقولوا، ويكفرونهم بكل أنواع التكفير، لكنهم ـ وحرصا على سمعتهم
وعلى منهجهم القويم كما يذكر الشيخ الخضير ـ ينكرون كل ذلك إذا ما كان المقام لا
يسمح لذلك.
وقد أشار الشيخ الفوازان إلى
هذا، فقد سئل هذا السؤال: (انتشر اليوم بين الشباب أنه يلزم الموازنة في النقد
فيقولون: إذا انتقدت فلانا من الناس في بدعته وبينت أخطاءه يلزمك أن تذكر محاسنه،
وهذا من باب الانصاف والموازنة، فهل هذا المنهج في النقد صحيح؟ وهل يلزمني ذكر
المحاسن في حالة النقد؟)
[1] نقلا عن مقال
بعنوان: متى يخلع شيوخ السعودية سراويلهم الغربية - شبكة المنطقة.