فالسلفية
بمدارسهم المختلفة يطبقون ما قاله الشيخ ربيع المدخلي عن مدرسة من مدارس السلفية ينبزونها بـ(الحدادية)، فيذكر من مواصفات
أصحابها: (التقية الشديدة، فالرافضي يعترف لك بأنه جعفري، ويعترف ببعض أصوله،
وعقائده الفاسدة، وهؤلاء لا يعترفون بأنهم حدادية، ولا يعترفون بشيء من أصولهم،
وما ينطوون عليه)[1]
وهكذا نجد الشيخ
عبدالرحمن عبدالخالق يشهد على الشيخ ربيع المدخلي أنه يستعمل التقية إذا ما احتاج
إليها، أو كما عبر عن ذلك بقوله: (ولما وقع الشيخ ربيع فيما وقع فيه من وضع هذه
الأصول الفاسدة أوقعه هذا في التناقض المشين، فبدأ يكيل بمكيالين! ويقول الشيء
ونقيضه، وينقلب من الضد إلى الضد، وينزل أقوال السلف في غير منازلها، بل ويضع
القرآن والحديث في غير مواضعه... وأصبح يرى أن العدل مع الدعاة والمصلحين من أصول
أهل البدع، وإهدار الحسنات، والمؤاخذة بالزلات من أصول السنة، وأصبح يرى نفسه
مضطراً إلى التقية والتدليس)[2]
بل إنه يشهد
على أن هذه التقية مسلك سلفي يمارسه الكثير من الدعاة، فيقول: (لقد أوقع هذا المنهج الباطل أتباعه في
التناقض والكيل بمكيالين، والحكم في المسألة الواحدة بقولين متناقضين، ولذلك أصبح
كثير منهم من أهل التقية والكذب، فلهم أقوال في السر يبدعون بها سادات الناس لا
يستطيعون قولها في العلن)[3]
بل إنهم
شرعوا ذلك، واعتبروا الكذب فيه وفي غيره جائزا، لأنهم في حرب مع الأمة جميعا،
والحرب خدعة، وقد قال الشيخ علي الخضير في بعض فتواه: (وإنما