لا ينظر
السلفية إلى العقيدة الإسلامية باعتبارها المجال الذي من خلاله تتم معرفة حقائق
الوجود كما هي في الواقع فقط، وإنما ينظرون إليها قبل ذلك وبعده كأهم وسيلة ترضي
نزوة العداء التي تمتلئ بها نفوسهم، أو انتقلت لهم من أسلافهم.
ولذلك نجدهم
في كتبهم المسندة التي تأسست علىها عقيدتهم، لا يذكرون قضية من القضايا العقدية،
حتى لو كانت بسيطة جدا، بل حتى لو كانت مجرد اجتهاد اجتهده بعض سلفهم المعصومين،
إلا ويعقبون عليها بأن منكر هذه العقيدة جهمي معطل زنديق كافر.
وبناء على
هذا وضع خلفهم ومتأخروهم ما يسمونه نواقض الإيمان، والتي تشمل الكثير من الأصول
والفروع التي خالفهم فيها سائر المسلمين، والتي لو طبقت فإنها ستشمل الأمة جميعا.
ومع كون تلك
النواقض من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى فتاوى عينية تتعلق بكل طائفة أو مدرسة على
حدة، إلا أننا مع ذلك نجد الفتاوى والكتب الكثيرة التي تكفر كل طائفة على حدة، وهو
ما يسمونه التكفير العيني.
وبناء على
هذا سنحاول في هذا الفصل أن نذكر كلا التكفيرين، وشمولهما لجميع المدارس العقدية،
ما عدا المدرسة السلفية، أو المدارس التي لم يبق لها وجود بسبب انصهارها في
السلفية كالكرامية والمقاتلية وغيرها من الفرق المشبهة والمجسمة.
وإن كنا من
باب المنطق العلمي لا نحتاج إلى ذكر التكفير العيني لأي مدرسة، ما دام يشملها
التكفير المطلق، ذلك أن من قال: [كل منتم للجامعة طالبا كان أو أستاذا يحق له الاستفادة
من مكتبة الجامعة]، فإن ذلك لا يحتاج إلى تعليق إعلانات أخرى تخص