وهكذا يفعل
السلفية في التكفير المطلق، فهم يضعون مقدمة كلية عامة تنص على أن كل من قال بأن
الله ليس في جهة، أوذكر بأنه لم يتكلم بحرف وصوت، أو اعتقد أنه ليس له يدان وساق،
كافر معطل جهمي.. وعند تطبيق هذه المقولة على المدارس الإسلامية نجدهم جميعا ينصون
عليها.. فهم ينزهون الله عن الجهة والحرف والصوت والأعضاء وغير ذلك مما يعتبره
السلفية صفات الله تعالى.
والنتيجة
الطبيعية لهاتين المقدمتين: هو أن كل مدرسة تقول بذلك كافرة ومعطلة بناء على
المعتقدات السلفية.. لأن ذلك يشبه تماما ذلك المثال المنطقي المعروف: كل إنسان
فان، وسقراط إنسان، إذن سقراط فان.
لكن السلفية
نتيجة بغضهم للمنطق، ونقضهم له كما يتصورون، يقعون ـ عمدا أو جهلا ـ في الكذب على
أنفسهم، والكذب على الناس، فإذا قيل لهم: أنتم تكفرون الأشاعرة مثلا.. يقولون: نحن
لا نكفرهم.. فيقال لهم: فأنتم تكفرون كل من ينكر الجهة؟.. فيقولون: أجل.. فيقال
لهم: وهل الأشاعرة يقولون بالجهة؟.. فيقولون: لا.. فيقال لهم: فهم كفار إذن بحسب
مقدمتكم الكبرى.. فيقولون: لا.. نحن لم نقل ذلك.
وللأسف فإن
هذه المغالطات التي يضحك بها السلفيون على عقولهم وعقول البسطاء من أمثالهم جعلتنا
لا نكتفي بذكر تكفيراتهم المطلقة، وإنما نضيف إليها تكفيراهم العينية التي شملت
مدارس الأمة جميعا، لنلزمهم بما ألزموا به أنفسهم.
أولا ـ التكفير المطلق:
يضع السلفية
ـ كما ذكرنا ـ الكثير من نواقض الإيمان التي تجعل من يقع فيها كافرا أو مشركا أو
جهميا أو معطلا، وغيرها من التسميات التي يراد منها الكفر الجلي المخرج من الملة،
وهم يركزون كل جهودهم التكفيرية على المسائل الخلافية، فلم أر مع كثرة