نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 130
إلى الأرض فقال: إني واط على بعضك، فانتسفت إليه
الجبال فتضعضعت الصخرة فشكر الله لها ذلك فوضع عليها قدمه)[1]، ثم يعتبر هذا لإفك
حقيقة عقدية، يدلل لها بالرواية الواهية التالية:(آخر وطأة وطئها رب العالمين
بوَجّ)، ثم يذكر قول كعب الأحبار:(وَجّ مقدس، منه عَرَجَ الرب إلى السماء يوم
قضى خلق الأرض)
ويعلق على
هذه الترهات بقوله:(اعلم أنه غير ممتنع على أصولنا حمل هذا الخبر على ظاهره، وأن
ذلك على معنى يليق بالذات دون الفعل)
وينقل عنه
هذه أنه قال لمن سأله أين ربنا:(هو على العرش العظيم متكئ واضع إحدى رجليه على
الأخرى)، ثم يعلق عليها بقوله:(اعلم أن هذا الخبر يفيد أشياء: منها جواز إطلاق
الاستلقاء عليه، لا على وجه الاستراحة بل على صفة لا نعقل معناها، وأن له رجلين
كما له يدان، وأنه يضع إحداهما على الأخرى على صفة لا نعقلها)، ويدلل على هذا
بهذه الرواية الموضوعة:(إن الله لما فرغ من خلقه استوى على عرشه واستلقى ووضع إحدى
رجليه على الأخرى وقال: إنها لا تصلح لبشر)
التفت إلي قال
القاضي، وقال: هل حقا ما يقول الخليلي.. هل في الكتاب كل هذا؟
قلت: أجل..
والكتاب بين يدي، وقد طبع ونشر على نطاق واسع.. بل هو الآن بين العوام والخواص،
ويحمل مجانا على النت.. ويوضع في المكتبات العقدية ككتاب من أهم كتب العقيدة
السنية السلفية.. وقد قال محقق الكتاب في خطبته مشيدا به: (وبعد، فإن كتاب (إبطال
التأويلات لأخبار الصفات) للقاضي أبي يعلى الفراء كان يعد إلى زمن قريب من الكتب
المفقودة، وهو كتاب فريد في بابه، إذ تضمن الرد على تأويلات الأشاعرة والمعتزلة
والجهمية لأخبار الصفات الإلهية، الواردة على لسان رسوله a
وأعلم الخلق به، وبيان