نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 156
كفرهم ما رضي
لنفسه لانتفى الخلاف بينهما، ولكنه يبيح لنفسه ولطائفته ما لا يبيح لغيره.
التفت القاضي
إلي، وقال: ما تقول أنت؟
قلت: أجل
سيدي.. ومن الأمثلة التي هي الآن أمامي قوله في تفسير قوله تعالى: ﴿وَنَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق: 16]: (هو قرب ذوات الملائكة
وقرب علم الله؛ فذاتهم أقرب إلى قلب العبد من حبل الوريد؛ فيجوز أن يكون بعضهم
أقرب إلى بعضه من بعض)[1].. وقال: (وأما من ظن أن المراد بذلك قرب
ذات الرب من حبل الوريد إذ أن ذاته أقرب فهذا في غاية الضعف)[2]
وهذا هو
التأويل بعينه، لأن ظاهر اللفظ يدل على إسناد القرب إلى الله عز وجل، وتفسيره بقرب
الملائكة صرفٌ للفظ عن ظاهره. فلم لا يقال في هذا الصرف إنه تعطيل لما وصف الله
تعالى به نفسه؟ ولم لا يقال: التقرب معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب؟ وما
الفرق بين هذا وبين تأويلنا لقوله تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾ [الفجر:
22] أي ملائكته أو أمره[3]؟
رابعا
ـ ابن تيمية وتحديد الذات والأفعال
بعد أن ساق
الصنعاني من الأدلة ما ساق مما ذكرته لكم قام الهندي، وقال: بعد أن اتضح لكم – سيدي القاضي – ما ذكره ابن تيمية في حكم المخالفين له
من المنزهة سواء كانوا من المفوضة أو المؤولة اسمح لي أن أحدثك عن بعض الشواهد
التي تدل على تجسيمه لربه، وتحديده له ذاتا وصفات وأفعالا.