نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 162
الله عز
وجل، وأنه عز وجل يضع السموات على إصبع، والأرضين على إصبع)[1]
هل تعلم – سيدي – من أين
استنبط أن الله عز وجل يضع السموات على إصبع، والأرضين على إصبع؟
قال القاضي:
أجبني من أين استنبطه؟
قال الهندي: استنبطه
من حديث ورد في صحيح البخاري سأقرأه عليك لترى هل حقا يدل على ما فهمه منه أم لا؟
ينص الحديث
على أن يهودياً جاء إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: (يا محمد إن
الله يمسك السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر على
إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حتى بدت نواجذه، ثم قرأ: ﴿وَمَا قَدَرُوا
اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
﴾ [الزمر: 67])[2]
فابن تيمية
ومدرسته الذين افتتنوا بهذا الحديث، وبنوا عليه أصولهم الكثيرة، تصوروا أن رسول
الله a ضحك تصديقا لليهودي، فهل ترى ذلك سيدي؟
قال القاضي:
لا.. لا أرى ذلك.. بل أرى أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
ضحك استخفافاً من هذا القول الذي تمجه الأسماع، ولا تخفى ركاكته وتهافته على أي
عقل، فإذا كانت الأرضون على إصبع، فكيف تكون الجبال على إصبع غيره، ثم يكون الشجر
على إصبع آخر، والماء على إصبع، وكل ذلك من الأرض[3]؟
قلت:
بالإضافة إلى ذلك فالآية تصرح بأنهم لم يقدروا الله حق قدره بعد هذا
[1] بيان
تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (1/ 112)