نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 167
قال الهندي: لقد
ورث ابن تيمية هذا من أسلافه ممن يسميهم أهل الحديث، فقد قال ابن خزيمة: (باب
إثبات الرجل لله عز وجل وإن رغمت أنوف المعطلة الذين يكفرون بصفات خالقنا عز وجل
التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه a
قال الله عز وجل يذكر ما يدعو بعض الكفار من دون الله: ﴿ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ
يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ
يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا
شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ﴾ [الأعراف: 195]، فأعلمنا
ربنا جل وعلا أن من لا رجل له، ولا يد، ولا عين، ولا سمع فهو كالأنعام بل هو أضل ،
فالمعطلة الجهمية: الذين هم شر من اليهود والنصارى والمجوس: كالأنعام بل أضل؛
فالمعطلة الجهمية عندهم كالأنعام بل هم أضل)[1]
أرأيت سيدي
القاضي هذه التهم التي يكيلها للجهمية، واعتبارهم شر من اليهود والنصار والمجوس هي
في الحقيقة موجهة لكل المنزهة من الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والشيعة وغيرهم..
فكلهم يقولون بتنزيه الله عن تلك المقولات.
التفت القاضي
إلي، وقال: هل حقا ما يقول؟
قلت: أجل..
وهنا بين يدي كتاب لابن القيم يقرر فيه نفس ما قرره شيخه، فهو يقول فيه: (وقال
تعالى في آلهة المشركين المعطلين﴿ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ
لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ
لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا
تُنْظِرُونِ﴾ [الأعراف: 195]،، فجعل سبحانه عدم البطش والمشي والسمع والبصر
دليلاً على عدم إلهية من عدمت فيه هذه الصفات فالبطش والمشي من أنواع الأفعال
والسمع والبصر من أنواع الصفات. وقد وصف نفسه سبحانه بضد صفة أربابهم وبضد ما وصفه
به المعطلة والجهمية فوصف نفسه بالسمع والبصر والفعل باليدين والمجيء والإتيان
وذلك