نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 180
التفت القاضي
إلى الهندي، وقال: الآن، وبعد أن استوعبنا الموضوع جيدا حدثنا عن موقف ابن تيمية..
وما وجه التهمة له في ذلك؟
قال الهندي: المتأمل
في كلام ابن تيمية وتوسعه في الرؤية يدل على أن الله تعالى عنده يرى كما ترى
الأجسام، بل يرى بصورته التي لا تختلف عن صورة الإنسان، وقد أورد في ذلك الآثار
الكثيرة عن سلفه.. ولكن المشكلة لا تكمن هنا فقط، بل تكمن في موقفه ممن أنكر هذا
النوع من الرؤية، فقد حكم عليهم بالكفر، مع أنهم يشكلون جميع المسلمين ما عدا
المدرسة التي ينتمي إليها ابن تيمية.
وقد قال في
رسالة له إلى أهل البحرين: (وإنما المهم الذي يجب على كل مسلم اعتقاده: أن
المؤمنين يرون ربهم في الدار الآخرة في عرصة القيامة وبعد ما يدخلون الجنة على ما
تواترت به الأحاديث.. والذي عليه جمهور السلف أن من جحد رؤية الله في الدار الآخرة
فهو كافر؛ فإن كان ممن لم يبلغه العلم في ذلك عرف ذلك كما يعرف من لم تبلغه شرائع
الإسلام فإن أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر)[1]
ثم أحال إلى
الكتب التي تذكر الرؤية بتفاصيل حسية كثيرة، فقال: (والأحاديث والآثار في هذا
كثيرة مشهورة قد دون العلماء فيها كتبا مثل: كتاب الرؤية للدارقطني ولأبي نعيم
وللآجري؛ وذكرها المصنفون في السنة كابن بطة واللالكائي وابن شاهين وقبلهم عبد
الله بن أحمد بن حنبل وحنبل بن إسحاق والخلال والطبراني وغيرهم) [2]
التفت القاضي
إلي، وقال: ما تقول؟
قلت: صدق
الهندي سيدي، فكتب ابن تيمية مملوءة بالروايات التي تجعل الرؤية رؤية حسية، ومنها
هذه الرواية المشحونة بالتجسيم ولوازمه: (وتبقى هذه الأمة فيها