نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 191
ما عدا ابن
تيمية وسلفه، وهو (أنه لا بد من التأويل على سبيل التفصيل)، وقد أورد لذلك وجوها
من التأويل[1]:
منها أن
المراد هل ينظرون إلا أن تأتيهم آيات الله، فجعل مجيء الآيات مجيئا له على التفخيم
لشأن الآيات، كما يقال: جاء الملك إذا جاء جيش عظيم من جهته.
ومنها أن
يكون المراد هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله أي أمر الله، ومدار الكلام في هذا الباب
أنه تعالى إذا ذكر فعلا وأضافه إلى شيء، فإن كان ذلك محالا فالواجب صرفه إلى
التأويل، كما قاله العلماء في قوله: ﴿الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ﴾
[المائدة: 33]، والمراد يحاربون أولياءه، وقال: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾
[يوسف: 82]، والمراد: واسأل أهل القرية، وليس فيه إلا حذف المضاف، وإقامة المضاف
إليه مقامه، وهو مجاز مشهور، يقال: ضرب الأمير فلانا، وصلبه، وأعطاه، والمراد أنه
أمر بذلك، لا أنه تولى ذلك العمل بنفسه.
المثال
الثالث:
التفت القاضي
إلى الهندي، وقال: وعيت هذا.. فهات المثال الثالث.
قال الهندي: المثال
الثالث يبين لك سيدي كيفية فهم ابن تيمية لقرب الله من عباده، فقد قال في تفسيره
لقوله تعالى عن موسى عليه السلام: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ
الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾ [مريم: 52]:: (.. وقد ناداه من موضع
معين وقربه إليه دل ذلك على ما قاله السلف من قربه ودنوه من موسى عليه السلام مع
أن هذا قرب مما دون السماء. وقد جاء أيضاً من حديث وهب بن منبه وغيره من
الاسرائيليات قربه من أيوب عليه السلام وغيره من الأنبياء عليهم السلام. ولفظه
الذي ساقه البغوى أنه أظله غمام ثم نودى يا أيوب أنا الله، يقول أنا قد دنوت منك
أنزل منك قريبا، لكن الاسرائيليات إنما تذكر على وجه المتابعة