انظر سيدي
القاضي هل رأيت تجسيما أعظم من هذا التجسيم، ألا ترى كيف يترك المحكمات التي تدل على
عظمة الله وتنزيهه، ويذهب إلى كلام اليهود، ويبني عليه العقائد التي يتكبر بها على
غيره من الطوائف.
بل هو يعتبر هذا المذهب التجسيمي مذهب سلف الأمة
وأئمتها، فيقول: (وأما دنوه نفسُه وتقرُّبُه من بعض عباده فهذا يثبته من يثبت قيام
الأفعال الاختيارية بنفسه ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستوائه على العرش، وهذا
مذهب أئمة السلف وأئمة الاسلام المشهورين وأهل الحديث والنقل عنهم بذلك متواتر)[2]
التفت القاضي
إلي، وقال: ما تقول؟
قلت: صدق سيدي القاضي، وبين يدي كلام للدارمي الذي
يرجع إليه ابن تيمية كثيرا يقول فيه: (فيقال لهذا المعارض المدعي ما لا علم له من
أنبأك أن رأس الجبل ليس بأقرب إلى الله تعالى من أسفله؟ لأنه من آمن بأن الله فوق
عرشه فوق سمواته علم يقيناً أن رأس الجبل أقرب إلى الله من أسفله، وأن السماء
السابعة أقرب إلى عرش الله تعالى من السادسة والسادسة أقرب إليه من الخامسة ثم
كذلك إلى الأرض) [3]
قال الهندي: لقد
أوردوا سيدي القاضي لإثبات هذا الروايات الكثيرة المشحونة بالتجسيم، وهم لا يهتمون
بمصدرها.. لأن تصحيح الحديث عندهم مرتبط بأهوائهم، لا بالموازين التي وضعوها،
ويتحكمون فيها كما يشاءون.
ومن ذلك هذه
الرواية التي نقلها ابن القيم تلميذ ابن تيمية النجيب: (ليس شيء