نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 26
الكتب
النافعة، وكان يملي عليه أحياناً بعض المجلدات من حفظه في السفر وفي الحبس حيث لا
توجد مكتبة لدية فيأتي بالعجب العجاب، وينقل بعض كلام الأئمة بنصه وفصه ثم يعلق
عليه، وربما استدرك، وينقل الأحاديث من حفظه وينسبها لأصحابها، أما القرآن فقد سال
على طرف لسانه يأخذ ما شاء ويترك ما شاء، فقد حفظه من الصغر حتى أصبح كتاب الله عز
وجل عنده كسورة الفاتحة، مع فهم ثاقب لما يحفظ، فليس ناقلاً فحسب كما هو شأن كثير
من الناس يحفظ المعلومة ثم لا يتصرف فيها، بل كان يحفظها ويعيها وينزلها ويقدرها
حق قدرها، ويوظفها في المكان المناسب، ويخرج مها ما شاء الله من الكنوز والعبر
والعجائب، فيأتي بما يشده الألباب ويذهل العقول من الفوائد والدرر والنكات
العلمية.
بقي المحاضر
يعدد الغرائب من ذاكرة ابن تيمية حتى توهمنا أنه محيط بكل ما كتبته البشريه.. وأنه
لا يعزب عنه منها شيء.
بعد انتهائه
من محاضرته سأله بعض الحضور: هل كان ابن تيمية يحفظ علم الرجال والطبقات.. ففيه
الأسماء الكثيرة مع تفاصيلها التي لا يمكن لعقل أن يستوعبها؟
أجاب الفقي
بسرعة وبديهة: أجل.. فلشيخ الإسلام خبرة تامة بالرجال، وجرحهم وتعديلهم، وطبقاتهم،
ومعرفة بفنون الحديث، وبالعالي والنازل، والصحيح والسقيم، مع حفظه لمتونه، الذي
انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه، وهو عجيب في استحضاره،
واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة، والمسند، بحيث يصدق
عليه أن يقال: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث.
قام آخر،
وقال: وهل كان ابن تيمية يحفظ كتب التفسير؟
أجاب الفقي
بسرعة وبديهة: وأما التفسير فمسلم إليه. وله من استحضار الآيات من القرآن -وقت
إقامة الدليل بها على المسألة- قوة عجيبة. وإذا رآه المقرئ تحير فيه. ولفرط إمامته
في التفسير، وعظم اطلاعه. يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين. ويوهي أقوالاً
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 26