responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 286

قال القاضي: وعيت هذا، فحدثنا عن المسألة الثالثة التي أنكرها ابن تيمية، وهي شد الرحال لزيارة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.

قال الهندي: لقد ذكرنا لك سابقا سيدي القاضي أن هذه المسألة من المسائل التي بالغ فيها ابن تيمية في الرد على الزيارة، لأن شد الرحال لزيارة قبر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، لم يكن مجرد سفر فقط، وإنما كان رحلة ممتلئة بالمعاني الإيمانية العميقة التي تربط الأمة بنبيها، فقد كانوا أثناء شد الرحال إلى ذلك المقام الشريف يذكرون رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ويمدحونه، ويهيجون الأشواق إلى لقائه، وقد روي عنهم في ذلك الأشعار الطويلة الكثيرة التي لا تزال تنشد.

وقد ذكر السبكي – أثناء رده على ابن تيمية - واقع المسلمين في ذلك، فقال: (هكذا شاهدناه وشاهده من قبلنا، وحكاه العلماء عن الأعصار القديمة، وكلُّهم يقصدون ذلك ويعرجون إليه وإن لم يكن طريقهم، ويقطعون فيه مسافةً بعيدة وينفقون فيه الأموال، ويبذلون فيه المهج، معتقدين أنّ ذلك قربةٌ وطاعةٌ، وإطباق هذا الجمع العظيم من مشارق الأرض ومغاربها على مرّ السنين وفيهم العلماء والصلحاء وغيرهم يستحيل أن يكون خطأ، وكلُّهم يفعلون ذلك على وجه التقرّب به إلى الله عزّ وجلّ، ومَن تأخّر فإنّما يتأخر بعجز أو تعويق المقادير مع تأسُّفه عليه وودّه لو تيسّر له، ومن ادّعى أنّ هذا الجمع العظيم مجمعون على خطأ، فهو المخطئ. وما ربّما يقال من أنّ سفرهم إلى المدينة لأجل قصد عبادة أُخرى وهو الصلاة في المسجد، باطلٌ جداً، فإنّ المنازعة فيما يقصدُه الناس مكابرةٌ في أمر البديهة، فمن عَرف الناس عرف أنّهم يقصدون بسفرهم الزيارة يعرّجون إلى طريق المدينة، ولا يخطر غير الزيارة من القُرُبات إلاّ ببال قليل منهم، ولهذا قلَّ القاصدون إلى البيت المقدَّس مع تيسّر إتيانه، وإن كان في الصلاة فيه من الفضل ما قد عُرف، فالمقصود الأعظم في المدينة الزيارة، كما أنّ المقصود الأعظم في مكّة الحجّ أو العمرة، وصاحب هذا السؤال إن شكّ في نفسه

نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست