نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 287
فليسأل كلّ
من توجّه إلى المدينة ما قَصَد بذلك؟)[1]
ومثله ذكر
النووي شرف الزيارة وأحوال الزائرين وما يستشعرونه، فقال: (واعلم أنّ زيارة قبر
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من أهمّ القربات وأنجح المساعي، فإذا
انصرف الحجّاج والمعتمرون من مكة استحبّ لهم استحباباً متأكداً أن يتوجّهوا إلى
المدينة لزيارته a وينوي الزائر من الزيارة التقرّب وشدّ
الرحل إليه والصلاة فيه، وأنّ الذي شرفت به a
خير الخلائق، وليكن من أوّل قدومه إلى أن يرجع مستشعراً لتعظيمه ممتلئ القلب من
هيبته كأنّه يراه، فإذا وصل باب مسجده a ثم يأتي القبر
الكريم فيستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر ويبعد من رأس القبر نحو أربع أذرع)[2]
وقد روي في
الآثار ما يدل على أن هذا الذي ذكره السبكي والنووي كان من الزمن الأول، فقد روى
ابن عساكر في ترجمة بلال أنه رأى في منامه النبيّ a
وهو يقول له: ما هذه الجَفْوة يا بلال، أما آن لك أن تزورني يا بلال؟ فانتبه
حزيناً، وجِلاً خائفاً، فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبيّ a فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه، فأقبل الحسنُ
والحسين فجعل يضمُّهما ويقبّلهما فقالا له: يا بلال نشتهي نسمع أذانك الذي كنت
تؤذّن به لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ففعل، فعلا سطح المسجد، فوقف موقفه الذي
كان يقف فيه، فلمّا أن قال: (الله أكبر ـ الله أكبر) ارتجّت المدينة، فلما أن قال:
(أشهد أن لا إله إلاّ الله) ازدادت رجّتها، فلما أن قال: (أشهد أنّ محمّداً رسول
الله) خرجت العواتق من خدورهن فقالوا: أبُعِث رسول الله!؟ فما رُئي يوم أكثر
باكياً ولا باكية بالمدينة بعد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
من ذلك اليوم[3].
ومثله روي
أنّ عمر بن عبد العزيز كان يبعث بالرسول قاصداً من الشام إلى المدينة