نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 294
فقد ذكر ولده
عبد الله بن أحمد ذلك عنه، فقال: سألته عن الرجل يمسُّ منبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ويتبرّك بمسِّه، ويُقَبّله، ويفعل بالقبر مثل ذلك،
يريد بذلك التقرب إلى الله عزّ وجلّ؟ فقال: لا بأس بذلك[1].
ونقل ذلك
الذهبي عن عبد الله بن أحمد قوله: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فيضعها على فيهِ يُقبِّلها، وأحسب أني رأيته يضعها
على عينه، ويغمسها في الماء ويشربه، يستشفي به.
وعلّق عليه
بقوله: (أين المتنطِّع المنكر على أحمد، وقد ثبت أنّ عبد الله سأل أباه عمّن يلمس
رُمّانة منبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ويمسّ الحجرة النبوية، فقال: لا أرى بذلك
بأساً. أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع)[2]
وقد أخبر
الحافظ أبو سعيد بن العلا، قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل في جزء قديم عليه خط
ابن ناصر وغيره من الحفّاظ: أنّ الإمام أحمد سُئل عن تقبيل قبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وتقبيل منبره؟ فقال: لا بأس بذلك. قال: فأريناه
التقي ابن تيمية فصار يتعجّب من ذلك، ويقول: عجبت من أحمد عندي جليل، هذا كلامه أو
معنى كلامه. وقال: وأي عجب في ذلك وقد روينا عن الإمام أحمد أنّه غسل قميصاً
للشافعي وشرب الماء الذي غسله به[3].
ومع هذا نجد
ابن تيمية يدعي ادعاء عريضا حين يخبر عن اتفاق الأئمة على أن قبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لا يمس خوفا من الشرك، فقد قال في (مجموع
الفتاوى): (واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
ولا يقبله. وهذا كله محافظة على التوحيد. فإن من أصول الشرك بالله
[1]
العلل ومعرفة الرجال، لأحمد بن حنبل:2/492، برقم 3243.