قال القاضي:
وعيت هذا.. ولكن مع ذلك لا يمكن اعتبار الإمام أحمد وحده ممثلا للسلف.. أنت تحتاج
إلى أدلة أخرى.
قال الهندي: لقد
رويت آثار كثيرة عمن هم أجل من أحمد وغيره من الفقهاء ما يدل على مشروعية ذلك:
ومن ذلك ما
روي أنّ فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وسيدة نساء
العالمين حضرت عند قبر أبيها، وأخذت قبضة من تراب القبر، وراحت تشمّها وتبكي
وتقول:
ماذا على مَنْ شمّ تربة أحمد ألاّ يشمّ مدى الزمان
غواليا[2]
ومنها ما روي
أنّ بلالاً مؤذّن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أقام في الشام بعد
وفاة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فرأى في منامه النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو يقول: (ما هذه الجفوة يا بلال؟ أما آن لك أن
تزورني يا بلال)، فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً، فركب راحلته وقصد المدينة، فأتى قبر
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه[3].
وكان
عبدالله بن عمر يضع يده اليمنى على قبر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
[4].
وروى أحمد
والحاكم عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على
القبر، فقال: أتدري ما تصنع؟ قال: نعم، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب، فقال: نعم
جئت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ولم آت الحجر، سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن
ابكوا عليه إذا وليه غير أهله)[5]