فنص الحديث
واضح في الدلالة على أنّ النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أرشد الأعمى إلى التوسّل به في دعائه
الذي علّمه إيّاه:
ففي قوله: (بنبيّك) متعلّق بفعلين: أسألك بنبيّك..
وأتوجّه إليك بنبيّك.. والمسؤول به وما يتوجّه به إلى الله هو نفس النبي الأطهر a، لا دعاؤه – كما يذكر ابن تيمية - وإلاّ كان عليه أن يقول: اللهم إنّي أسألك وأتوجّه
إليك بدعاء نبيّك.
وفي قوله:
(محمد نبي الرحمة) دلالة على أنّ المسؤول به نفس النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
لا دعاؤه.
وفي قوله (يا
محمد إنّي أتوجه بك إلى ربي) دليل على أن الأعمى بحكم هذا الدعاء اتّخذ قداسة
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ومنزلته ونفسه الطيّبة وسيلة لاستجابة
دعائه، وأين هو من توسّله بدعائه؟!
وبذلك يتّضح
أنّ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بشخصه ونفسه الكريمة، هو محور الدعاء
كلّه، وليس فيه أي دليل على التوسّل بدعائه a
أصلاً.
وكلّ من يزعم
أنّ ذلك الرجل الضرير قد توسّل بدعاء النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
لا بشخصه وشخصيّته، فإنّما تغافل عن نصوص الرواية وتجاهلها.
قال القاضي:
وعيت هذا.. وستحدثني عنه كما وعدت بتفصيل في المثال الثاني.. فهات الحديث الثاني.
قال الميلاني:
الحديث الثاني هو ما رواه المحدثون أنه: لما ماتت فاطمة بنت أسد أم
[1]
رواه أحمد في المسند (4 / 138 )، والترمذي (تحفة 10 / 132، 133)، والنسائي في
عمل اليوم والليلة (ص 417)، وابن ماجة في السنن ( 1 / 441 ) والبخاري في التاريخ
الكبير ( 6 / 210 ). والطبراني في المعجم الكبير ( 9 /19 )، وفي الدعاء أيضاً (2 /
1289 ) والحاكم في المستدرك ( 1 / 313، 519 ) وصححه وسلمه الذهبي والبيهقي في
دلائل النبوة ( 6 / 166 )، وفي الدعوات الكبير.
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 303