قلت: أجل – سيدي القاضي – وقد رأيت أتباع ابن تيمية المعاصرين لي يتخبطون عند ذكره، ويتمنون لو
محوه ومحوا أثره من داودين الإسلام.. وقد زاد طينتهم بلة ما روي عن الإمام أحمد
حوله، لأن ذلك سيزيد الحديث قوة، وقد قرأت عن بعضهم قوله في بعض المنتديات مغتاظا
حانقا: (لا يوجد فيه أي نوع من الاستغاثة التي يذكرها الوثنيون المعاصرون ويحتجون
-من ضمن ما يحتجون به هذا الحديث- فالحديث يتضمن نداء ملائكة أحياء يسمعون ويجيبون
بنص الحديث -إن صح- في أمر مقدور عليه عندهم.. بالإضافة إلى أنه أمر مأذون به بنص
الحديث.. وليس في الحديث نداء من في القبور ولا الاستشفاع بهم عند الله تعالى ولا
جعلهم واسطات.. وإلا فما علاقة دل الطريق أو إعادة الدابة بالاستغاثة وجعل الوسائط
بين الله تعالى وعباده؟! ومن الذي أذن لهم باتخاذ الشفعاء إلى الله تعالى؟! وأين
في الحديث الذبح والنذر لهم أو السجود والتمسح بهم؟! فالحديث لا يؤيد الوثنيين
الذين يدعون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند
الله!!)[2]
أرأيت – سيدي القاضي – كيف يتخبطون، ويتلاعبون بتأويل النصوص بدل التسليم لها، ومراجعة الأخطاء
من خلالها؟
قال القاضي:
وعيت هذا.. فهات الحديث السابع.
قال الميلاني:
الحديث السابع هو ما ورد من الآثار الكثيرة على أن الصحابة كانوا يتوسلون برسول
الله a في حياته، وبعد مماته، ولو كان ذلك محرما أو بدعة
أو شركا ما