وفي هذا
الحديث – برواياته المختلفة - نسف لكل ما يدعيه
ابن تيمية وأتباعه من اعتبار الاستغاثة بغير الله شرك.. وإلا اعتبرنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يدعونا في هذا الحديث إلى الشرك.
قال القاضي:
لقد ذكرت أن المحدثين أقروا بالحديث، ودعوا إلى العمل به.. فهلا ذكرت دليل ذلك.
قال الميلاني:
أجل – سيدي القاضي – فقد روي العمل به عن كثير من كبار المحدثين، ومنهم الإمام أحمد الذي
يزعم ابن تيمية أنه ممثل السنة وناصرها، ففي المسائل، وشعب الإيمان للبيهقي: قال
عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها اثنتين راكباً، وثلاثة
ماشياً، أو ثنتين ماشياً وثلاثة راكباً، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشياً فجعلت
أقول: يا عباد الله دلونا على الطريق، فلم أزل أقل ذلك حتى وقعت على الطريق، أو
كما قال أبي[2].
ومثله أبو
القاسم الطبراني، فقد قال بعد أن روى الحديث في معجمه الكبير: وقد جرب ذلك[3].
وقال النووي
في الأذكار بعد أن ذكر الحديث:حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له
دابة أظنها بغلة، وكان يعرف هذا الحديث فقاله، فحسبها الله عليهم في الحال، وكنت
أنا مرةً مع جماعة فانفلتت منا بهيمة وعجزوا عنها فقلته فوقفت في الحال يغير سوى