نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 311
فقد ورد من
الروايات ما يدل على أن الراوي للحديث فهم منه شموله لفترة حياة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وبعد وفاته، فقد روى الطبراني عن عثمان بن حنيف
أنّ رجلاً كان يختلف على عثمان بن عفان في حاجته، وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا
ينظر في حاجته، فلقي ابن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة
ثم ائت المسجد فصلّ فيه ركعتين وقل: اللهم إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمد a نبي الرحمة، يا محمد إنّي أتوجّه بك إلى ربّي فتقضي
لي حاجتي. وتذكر حاجتك ورُح حتى أروح معك، فانطلق الرجل فصنع ما قال له، ثم أتى باب
عثمان بن عفان فجاءه البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان، فأجلسه معه
على الطنفسة، فقال: حاجتك، فذكر حاجته وقضاها له، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى
كان الساعة، وقال:ما كانت لك من حاجّة، فاذكرها، ثم إنّ الرجل خرج من عنده فلقي
عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيراً، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى
كلّمتَه فيّ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلّمتُه فيك، ولكنّي شهدت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم... إلى آخر الحديث[1].
ولهذا نجد
المحدثين في كتبهم يروونه في الأبواب المرتبطة بالدعاء وصلاة الحاجة، فهكذا ذكره
النسائي، وابن السُّني في عمل اليوم والليلة، والترمذي في الدعوات، والطبراني في
الدعاء، والحاكم في المستدرك، والمنذري في الترغيب والترهيب، والهيثمي في مجمع
الزوائد في صلاة الحاجة ودعائها، والنووي في الأذكار، وابن الجزري في (العدة) في
باب صلاة الضرِّ والحاجة، وقد قال الشوكاني فى (تحفة الذاكرين): (وفي هذا الحديث
دليل على جواز التوسل برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى الله عز وجل
مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى، وأنه المعطى المانع ما شاء الله كان،
وما لم يشأ لم يكن)[2]