نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 323
جمعاء، كباقي
الأيّام التي تكون مورداً للتذكير، فيأتي الإحتفال كممارسة عبادية ومصداقاً لذكر
النعم التي منَّ اللّه بها علينا وتطبيقاً لمضمون الآية الكريمة.
وقد أشار القرآن الكريم إلى كون يوم الولادة في حياة
الأنبياء يوماً مهمّاً ومباركاً – على عكس ما يورد
ابن تيمية وأتباعه الذين يقللون من شأنه، ويعتبرون انتصارات المسلمين في غزواتهم
أفضل منه - فقد سلّم اللّه علي نبيّه يحيي في هذا اليوم، فقال: ﴿وَسَلَامٌ
عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم:
15]، ونبيّنا أفضل الأنبياء، فلابدّ أن يكون يوم ولادته أشرف من يوم ولادة غيره من
الأنبياء، والتذكير به يكون أكبر حجماً وعطاءً من التذكير بولادة غيره، فإنّه
اليوم الذي أنعم اللّه به علي البشرية بخاتم الأنبياء علي الإطلاق.
بل قد ورد في
النصوص ما يبين أهمية وعظمة اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه في باب الصيام عن أبي قتادة الأنصاري قال: سئل
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن صوم يوم الاثنين فقال: (ذلك
يوم ولدت فيه، وأنزل عليّ فيه)، فهذا الحديث يدل على أنه a
كان يصوم يوم الاثنين لأنه ولد فيه ونبئ فيه.
وقد روى المحدثون[1] أن العباس عم النبي
a
رأى أخاه أبا لهب بعد موته في النوم، فقال له: ما حالك؟ فقال: في النار إلا أنه
خفف عني كل ليلة اثنين، وأسقى من بين إصبعيّ هاتين ماءً بقدر هذا- وأشار لرأسي
إصبعيه- وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عند ما بشّرتني بولادة محمد a
وبإرضاعها له.
فإذا كان
أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمّه جوزي في النار لفرحه ليلة مولد محمد a فما حال المسلم الموحّد من أمة محمد a ببشره بمولده وبذل ما تصل إليه قدرته في محبته؟
لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم.
[1]
ورواه عبد الرزاق الصنعاني في (المصنف 7 / 478) والحافظ البيهقي في (الدلائل)
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 323