نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 324
وقد أنشد
الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي:
إذا كان
هذا كافرٌ جاء ذمّه
أتى أنّه في يوم الاثنين دائماً
فما الظّنّ بالعبد الذي كان عمره
وتبّت يداه في الجحيم مخلّدا
يخفّف عنه بالسّرور بأحمدا
بأحمد مسروراً ومات موحدا
وقال العلامة
الحافظ شمس الدين بن الجزري في (عرف التعريف بالمولد الشريف) بعد ذكره قصة أبي لهب
مع ثويبة: (فإذا كان هذا أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه
ليلة مولد النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فما حال المسلم
الموحد من أمته عليه السلام، يسر ويفرح بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته a؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله
بفضله العميم جنات النعيم)[1]
وهذه الرؤيا – سيدي القاضي- كانت في زمن كله صحابة، فلم نسمع بأحد
منهم قال: إنها أضغاث أحلام، بل يعتبر هذا إجماعا سكوتيا على كل ما فيها، ولم
ينكرها أحد منهم بعد وفاته، وقد تداولها التابعون بالقبول والاستحسان ولم نسمع
بأحد منهم اعترض عليها إلى يومنا هذا.
وأما من قال:
إن الرائي والمخبر هو العباس في حال الكفر، والكفار لا تسمع شهادتهم ولا تقبل
أخبارهم، فإن هذا قول مردود، ذلك لأنه لم يقل أحد إن الرؤيا من باب الشهادة مطلقا،
وإنما هي بشارة لا غير فلا يشترط فيها دين ولا إيمان، بل ذكر الله تعالى في القرآن
معجزة يوسف عليه السلام عن رؤيا ملك مصر وهو وثني لا يعرف دينا سماويا مطلقا، ومع
ذلك جعل الله تعالى رؤيته المنامية من دلائل نبوة يوسف عليه السلام وفضله وقرنها
بقصته، ولو كان ذلك لا يدل على شيء لما ذكرها الله تعالى لأنها رؤيا مشرك وثني لا
[1]
انظر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 366)
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 324