responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 330

حكم الجاهلية والإسلام)[1]

وهذا نص واضح في اعتقاد ابن تيمية في كون تقديم آل بيت النبوة على غيرهم أثر من آثار الجاهلية.

قال القاضي: بغض النظر عما ذكره ابن تيمية في هذا، هل يمكنك أن تفسر لعقلي سر تقديم الله لذرية من اصطفاهم من أنبيائه ورسله؟

قال الميلاني: لذلك سببان كلاهما يدل عليه العقل والنقل.

قال القاضي: فهات السبب الأول.

قال الميلاني: السبب الأول سيدي القاضي هو نفس السر الذي بسببه رفض إبليس السجود لآدم عليه السلام، وهو أن الأمم قد تخضع لأنبيائها بدافع المعجزات التي ظهرت على أيديهم، ولكنها ترفض أن تخضع لقرابتهم من بعدهم حسدا وبغيا، كما ذكر القرآن الكريم ذلك، فقال: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)﴾ [النساء: 54، 55]

قال القاضي: وعيت هذا.. فما السبب الثاني؟

قال الميلاني: السبب الثاني تدل عليه الفطرة، فإنه لا شك أن أقرب الناس تمثيلا للأنبياء واقتداء بهم وعلما بأحوالهم هم أهلوهم الذين عاشوا معهم، وهذا متوفر لأهل بيت النبوة بحكم تربيتهم في بيت النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ، ومن ثم الأخذ عنهم بصفة مباشرة، ومن ثم انتقال العلم بينهم بالتوالي من المصدر تماماً.

وأنت ترى سيدي القاضي أن الصانع الحرفي اليدوي الماهر ينقل سر صنعته ومهارته


[1] منهاج السنة النبوية (6/ 455)

نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست