وهكذا راح
يدافع عن خروجها، وعمن أخرجها في نفس الوقت الذي يكيل فيه التهم للإمام علي
وأصحابه الذين راحوا يحافظون على وحدة الأمة ويواجهون الناكثين والمارقين
والقاسطين الذين ورد النص بحربهم للإمام علي، وبأن عليا يؤدي ما أخبره رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه يحصل له.
ففي الحديث عن
أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله، فرمى به إلى علي، فقال: (إن منكم رجلا يقاتل الناس
على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله، قال أبو بكر: أنا، قال: لا، قال عمر: أنا،
قال: لا، ولكن خاصف النعل)[2]
وفي نفس
الوقت ورد من النصوص ما يدل على الانحراف الخطير الذي وقع فيه من حارب الإمام علي،
ولم يقف بجانبه في مواجهة البغي الذي تعرض له من الطلقاء وأبناء الطلقاء.
ومن تلك
الأحاديث ما ورد من تحذير النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لعائشة من الخروج على الجمل وهي كثيرة
جداً، وقد صححها الكثير من العلماء، وهي حقيقة تاريخية ثابتة لا يمكن إنكارها، حتى
أن الشيخ الألباني تلميذ ابن تيمية النجيب صحح ما ورد في ذلك من الأحاديث[3]، ونقل نفس الموقف عن خمسة من علماء الحديث
ومحققيهم، فقال: (وعلى هذا، فالحديث من أصح الأحاديث ولذلك تتابع الأئمة على
تصحيحه قديماً وحديثاً: الأول: ابن حبان، فقد