نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 367
التهمة الثالثة.. الصراع والفتنة
كان اليوم
الثالث من المحاكمة خاصا بالتهمة التي لا نزال نعيش آثارها، وهي ما نشره ابن تيمية
من قيم الصراع بين مذاهب الأمة ومدارسها وطوائفها وشعوبها وأديانها.. والتي أزالت
عن الإسلام صورته السمحة الجميلة، وحولته إلى دين عنف وقتل ومصادرة للحريات.
وقد كنت
متأكدا تماما من مدى انطباق هذه التهمة على ابن تيمية، فقد كان تلاميذه في قريتي
الصغيرة، نماذج مثالية لهذه النار المشتعلة، وكانوا يصدعون رؤوسنا كل حين بمقالات
ابن تيمية في كل قضية أو مسألة نطرحها.. وكانوا لكبريائهم وغرورهم لا يسمعون لأي
رد أو نقد.. بل يعتبرون الناقد أو الراد جريئا على الصنم الذي يعتقدون أنه يمثل
الإسلام.
عقدت الجلسة،
وقعد القاضي على كرسي كبير في أعلى مكان في المحكمة كعادته في اليومين السابقين..
وبعد أن استقرت القاعة بمن فيها، قلب القاضي بعض الأوراق التي كانت بجانبه، ثم
قال: التهمة التي سنبحث فيها اليوم هي تهمة (الصراع والفتنة).. وأنا أريد من
المدعين على ابن تيمية أن يوضحوا لي مرادهم منها قبل أن يذكروا الأدلة المثبتة
لدعاواهم.
تقدم الخليلي،
وقال: ليس هناك سيدي القاضي تهمة ندعيها على ابن تيمية أخطر من هذه التهمة، ولا
أكثر جرما منها.. ذلك أن كل ما ذكرناه سابقا من تهم قد يبقى حبيس العقول التي تفكر
بالطريقة التي يفكر بها ابن تيمية وسلفه.. وكل ذلك يدخل ضمن ما أتاح الله للإنسان
من حريات في التفكير واتخاذ القرارات المتناسبة مع اختياره.. لكن مشكلة ابن تيمية
وسلفه والخلف الذي تتلمذوا على يديه هو أنهم لم يكتفوا بما اعتقدوه من عقائد،
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 367