نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 398
قال
الإسكندري: الدليل الثالث ـ سيدي القاضي ـ مرتبط بنا معشر الصوفية.. فقد نفث فينا
كل أحقاده، ونشر بين أتباعه ما يشوهنا ويحولنا إلى حلولية وملاحدة.. بل ترك من
التراث ما تحول من بعده ـ وخصوصا في عهد تلميذه النجيب ابن عبد الوهاب ـ إلى سيوف
ورماح تقطع أوصالنا.
قال القاضي:
لكني سمعت أن ابن تيمية كان متسامحا مع الصوفية.. بل كان يثني على كبارهم.
قال
الإسكندري: أجل.. ذلك صحيح.. ونحن لا نشكك فيه، ولكن ذلك كان مجرد طلاء وزخرف لا
أثر له في علاقته بنا.
قال القاضي:
لم أفهم.. ما تقصد بذلك؟
قال
الإسكندري: أرأيت سيدي القاضي لو أن جيشا من الجيوش هم باقتحام بلدة، فجاء شيخ من
الشيوخ ليتوسط لأهلها، فقال مخاطبا قائد الجيش: انتظروا قبل أن تقتحموا هذه
البلدة، فإن أسلافهم وأجدادهم كانوا من الصالحين، وكانوا متمسكين بالسنة، وكانوا
يقولون بأقوالنا في كل شيء.. فقال له قائد الجيش: فهل تنصحنا بعدم اقتحامها؟..
فقال له الشيخ: أنا لم أطلب منكم ذلك.. بل ذكرت لكم أن أسلافهم كانوا كما وصفت..
أما هؤلاء فقد بدلوا وغيروا وحرفوا.. وهم يستحقون كل ما تفعلون بهم.. بل إنكم
تتقربون إلى الله بالتنكيل بهم جزاء على تغييرهم وتحريفهم وتبديلهم.
فهل تعتبر
هذا سيدي القاضي شافعا وناصحا لأهل تلك البلدة، أم تراه عدوا من أعدائها.
قال القاضي:
بل هو عدو من أعدائها.. بل هو لا يقل عن قائد الجيش نفسه.
قال
الإسكندري: فهكذا فعل ابن تيمية مع الصوفية.. وما ذكرته لك من المثال هو الواقع
الذي حصل للصوفية بسبب ابن تيمية.. فقد استعمل ابن عبد الوهاب تلميذ ابن
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 398